thesoccer
المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 10/02/2010
| موضوع: لست وحدك .. الأربعاء فبراير 10, 2010 8:25 pm | |
| لست وحدك
إن جن عليك الليل ولم تجد من تكلمه وتسامره وتمازحه، فلا تبتئس، فأنت لست وحدك،
إن عدت إلى البيت ولم تجد فيه سوى الأثاث والأجهزة والجدران، فلا تبتئس، فأنت لست وحدك،
وإن مرت عليك غمامة حزن أو ضيق ولم تجد كتفا تضع رأسك عليه لتبكي، أو حضنا يضم أحزانك، فلا تبتئس، فأنت لست وحدك،
وإن رأيت الرفاق يبتهجون بآبائهم وإخوانهم وأبنائهم، في يوم عيد، ولم تجد معك أي من هؤلاء تبتهج معهم، فلا تبتئس، فأنت لست وحدك،
فرب أخ لك لم تلده أمك،
وإن أردت يوما السفر، ولم تجد من يرافقك ويدفع عنك وحشة الغربة، فلا تبتئس، فأنت لست وحدك،
وإن أردت المشي عند الغروب الساحر على شاطئ بحر جميل لتستنشق نسماته العليلة، ولم تجد يدا تضعها في يدك، فلا تبتئس، فأنت لست وحدك،
إن وضعت طعاما على سفرة، وسميت الله لتأكله، ثم دارت عيناك هنا وهناك، فلم تجد سوى الجدران تكلمك أو الكراسي تضاحكك أو البساط يمازحك، فلا تبتئس، فأنت لست وحدك،
إنما هي وصفة لبناء المشاهير والعظماء، ابتداء من محمد صلى الله عليه وسلم، ومرورا ببلال بن رباح الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وقطز وصلاح الدين الأيوبي، وكل من تبعهم ممن خلدهم التأريخ وسيخلدهم إلى يوم القيامة، يوم يرث الله الأرض ومن عليها،
لا تبتئس، ولا تيأس، ولا تحزن، بل ابتهج، وافرح، وانظر إلى الحياة من العلياء، كالطير، حلق بعقلك وروحك وفكرك عاليا، في سماء الوجود، لترى الحياة من جميع زواياها، فترى حكمة الله في الخلق، وقدرة الباري في التدبير وتسيير الأمور وتقسيم الأرزاق.
أنت ممن اختارهم الخبير الخلاق ليكون لك شأن في الحياة وبين جموع الخلق.
لست وحدك، وإنما الكون كله حولك، والبشر كلهم رهن إشارتك، والكائنات مسخرة لخدمتك، فالله عزوجل قد أحسن تصويرك وتقويمك،
لست وحدك، إن أنت عرفت قدرك، ووعيت دورك، وفهمت المغزى من خلقك هكذا،
لست وحدك، إن أنت رأيت الله في جميع شؤونك وأمورك، وفي قولك وعملك، وفي إعدادك وتدبيرك،
لست وحدك، إن ترفَّعْت بنظرك عن الصغائر، وتغاضيت بفكرك عن التفاصيل، وأدركت أن لله في خلقه شؤون،
لست وحدك، إن اصطحبت الله معك في قلبك وكيانك أينما ذهبت،
لست وحدك، ولن تكون وحدك، فلم يخلق الله بشرا من الوحدة، وإنما كل إنسان قد انحدر من إنسان آخر - إلا آدم عليه السلام- ثم يتوزع الناس إلى مواقعهم، كل بحسب أدوارهم في الحياة،
فهل تعرف أنت ما هو دورك في الحياة؟ إن عرفت هذا، فستعرف لماذا أنت في الموقع الذي أنت فيه الآن،
| |
|